ماذا فعل المجتمع العلمى والطبى الغربى على وجه الخصوص فى الأسبوع الماضى؟، ماذا أنجز؟، وما هو الذى أضافه؟، وكيف أحدث هذه الإضافة والطفرة؟.. سؤال فرض نفسه وخطر على بالى وأجبرنى على المقارنة وأنا أراقب إنجازاتنا وفيما يفكر فيه مجتمعنا من الناحية العلمية والطبية، أتحسر وأكاد أبكى وأنا أراقب وأرى وأسمع أولوياتنا العلمية الرهيبة التى تحتل مانشيتات إعلامنا وأمخاخ شبابنا، رواد الساحل الشمالى مازالوا يشاهدون ولا يكترثون وبعضهم يشترى بول الإبل من أكشاك البدو على الطريق، مازالت المناقشات ساخنة حول موضوعاتٍ، نظنها ستحول مجرى التاريخ العلمى فى المجرة، صوم رمضان يشفى مرض الصدفية والتصلب المتعدد، ماء زمزم يعالج كل أمراض الدنيا، وبالطبع لابد من وضع أبحاث ألمانية تثبت هذا الكلام ولا بأس من إضافة بحث يابانى وآخر أمريكى فوق البيعة!!، وإذا طرحنا مجرد تساؤل، نتهم فى ديننا ويتم تكفيرنا ووصمنا بازدراء الأديان، وكأن الصيام وزمزم لابد أن يتحولا إلى شركة فايزر حتى يزداد ويتعمق إيماننا!!، وننسى أن الأول فريضة ونتناسى أن الثانى رمز دينى وليس أجزاخانة!!، أقرأ إنجازات الغرب فى نفس الأسبوع الذى تنصح فيه معظم الأسر المصرية أبناءها المقبلين على الالتحاق بالثانوية العامة بدخول القسم الأدبى، أما الذين فى الامتحان الآن وساقهم حظهم العاثر إلى القسم العلمى، فالنصيحة الذهبية هى: «إياك وكلية العلوم فهى جهنم وبئس المصير»!!. وأنا أعيش هذا الجو العلمى المصرى العبثى المفعم بكراهية العلم، جذبنى وأدهشنى خبران أو موضوعان طبيان، أو بالأصح خطوتان ثوريتان مبهرتان تجبرانك على احترام هذا المنهج العلمى الذى صنع لنا كل هذه النعم والإنجازات، الخبر الأول من Massachusetts وهو نجاح صناعة ذراع فأر كامل بعضلاته وأوعيته الدموية فى المعمل!!، المفاجأة بعد زراعة هذا العضو أو البيو ذراع امتلأت الشرايين بالدم واستطاع الفأر ثنى يده، السؤال: هل يفعل العلماء هذا رغبة فى استعراض العضلات ومن باب الرفاهية؟!، بالطبع لا، فمثبطات المناعة بعد الزرع التقليدى مازالت تمثل عبئاً وخطراً على المرضى، إنها متعة أن تشاهد وتعرف خطوات التجربة التى تمت فى مفاعل عجيب سيكون أهم من المفاعل النووى، وهذا رابط لمن يريد مزيداً من الاطلاع على هذه التجربة العجيبة. http://www.iflscience.com/health-and-medicine/researchers-built-rat-forelimb-tissue-lab الخبر الثانى من تكساس وهو زراعة جمجمة وفروة رأس لمريض بالسرطان!!، هذا هو الإنجاز والإعجاز العلمى عن حق، فالإعجاز أن أحقق وأتحقق علمياً وأبحث وأكتشف وأخترع وأفيد البشر والمرضى، والكون كله، وليس فى أن أنتظر متسولاً على رصيف الحضارة متطفلاً على إنجازاتها، ثم أظل أشتم فيها وألعنها وأحاربها وأجز رقاب أبنائها، ثم أقول وأدعى أن كل هذه الإنجازات مخبوءة بين سطورى منذ ألف سنة!!، الإنجاز العلمى كان فى نجاح عملية زراعة جمجمة وفروة رأس لمريض عانى فترة طويلة من آلام وتشققات فى جمجمته نتيجة جلسات العلاج الكيماوى بعد إصابته بمرض السرطان، التحدى الأساسى الذى واجه الأطباء قبل إجراء العملية كان فى صعوبة إيجاد أنسجة مطابقة لأنسجة المريض، مما أجبرهم على الانتظار لأكثر من عام ونصف، ويكفى أن نستمع إلى تعليق المريض بعد أن أفاق من الجراحة: «لقد أصبت بالذهول بعد إجراء العملية، نتيجة مطابقة لون الجلد والشعر بينى وبين من تبرع بفروة الرأس». إحنا فين والعلم فين.. ظالمه ليه دايماً معاك ده إنت لو اتعلمت العلم يومين كان علمك خلاك بنى آدم. الله يرحمك ياست.. يا ملهمة.. يا كوكب الشرق.. يا من يزيد تقديرى لك يوماً بعد يوم لأنك أبدعت رغم كل ما نعيشه من رداءة وجهل.